تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » مبادرة “اعرف آثار بلدك”

مبادرة “اعرف آثار بلدك”

تحت رعاية الأستاذ الدكتور حسان النعماني رئيس الجامعة والاستاذ الدكتور خالد عبد اللطيف عمران نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة وتحت إشراف الأستاذ الدكتور فهيم فتحي حجازي عميد كلية الآثار
تستأنفت مبادرة “اعرف آثار بلدك” مسيرتها ومازال أعضاء هيئة التدريس بكلية الآثار يعقدون الندوات والمحاضرات بكليات الجامعة ويلتقون مع طلاب هذه الكليات لكي ينشروا بينهم الوعي الأثري ويعرفونهم بعظمة مصر ويحثونهم علي ضرورة الحفاظ علي التراث الأثري ويزيلون من رؤوسهم بعض المفاهيم الخاطئة عن حضارة أجدادنا المصريين القدماء ويوضحون لهم عدم صحة بعض الخزعبلات والأكاذيب المنتشرة في المجتمع المصري عن الحضارة المصرية القديمة
وكانت بالأمس الندوة الخاصة بكلية الطب حيث ألتقي الدكتور عماد الصوينع بطلاب الكلية بالقاعة الزجاجية وذلك في حضور الأستاذ الدكتور الشاذلي صالح موسي وكيل كلية الطب لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والأستاذ الدكتور صلاح رشدي وكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث نائباً عن عميد كلية الطب الأستاذ الدكتور مجدي امين القاضي وفي حضور لفيف من موظفي العلاقات العامة ورعاية الشباب بالكلية
وبدأت الندوة الساعة الحادية عشرة صباحاً واستمرت إلي ما يقرب من الثلاث ساعات وقام الدكتور عماد الصوينع بتناول العديد من الموضوعات التي تخص الحضارة المصرية القديمة وكيف أن المصريين القدماء برعوا في شتي العلوم والفنون وبصفة خاصة علم الطب وأن مصر هي أول مكان في العالم اهتم بالطب والتطبيب حيث كانت المعابد المصرية تشتمل علي مدارس تدرس الطب منذ عصر الأسرة الأولي اي منذ خمسة آلاف عام كما أوضح الصوينع أن المصريين القدماء برعوا في شتي تخصصات الطب ومنها طب الرمد والعيون وطب الأسنان وطب العظام وطب الجراحة وأنهم كانوا يجرون عمليات جراحية دقيقة جدا بعد تخدير المريض ، وأنهم توصلوا لصناعة الأعضاء التعويضية ، كما برعوا في طب النساء والتوليد بصفة خاصة وان عملية الولادة كانت تتم في مصر القديمة علي كرسي خاص بذلك وهو ما يعتقد البعض أنه من مستحدثات هذا العصر وأنه إختراع أوربي ، ثم اندهش الطلاب عندما ذكر الدكتور عماد الصوينع أن الأطباء المصريين القدماء كانوا يستطيعون تحديد نوع الجنين ذكر ام انثى منذ الأسبوع الأول من الحمل وما إذا كانت المرأة سوف تلد ام إنها عقيم
كما تناولت المحاضرة العلوم والفنون الأخري التي تفوق فيها المصريين القدماء بقدر اذهل جميع العالم والعلماء كعلم الصيدلة والتركيبات الدوائية وعلوم الفلك والعمارة والهندسة وايضا فنون النقش ومزج الألوان والنحت
كما تناول الصوينع عدة موضوعات أخري وصحح عدة مفاهيم خاطئة انتشرت في المجتمع المصري وعدة إدعاءات لابد من التصدي لها ومنها أن المصريين القدماء ليسوا أصحاب الحضارة المصرية القديمة وان الذين شيدوا الأهرامات المصرية هم اليهود أو قوم عاد أو الكائنات الفضائية أو أن المصريين القدماء كانت لهم القدرة علي تسخير الجن في بناء هذه المباني الشاهقة ، كما نفي تماما فكرة أن الملوك المصريين القدماء قد سخروا شعبهم لبناء آثارهم الضخمة
تناولت الندوة أيضا عرض لبعض الشخصيات البارزة في مصر القديمة كملوك مصر العظام الذين احبوا مصر فرفعوا اسمها عاليا حتي أنها سادت العالم القديم اجمع
كما تناولت الندوة الحديث عن المعتقدات الدينية عند المصريين القدماء وكيف أنها تشتمل علي بعض الأفكار الراقية التي لم يكن المصري القديم ليتوصل إليها إلا بهداية إلهية مثل الإعتقاد في البعث بعد الموت والإعتقاد في الحساب والحياة الآخرة والإعتقاد في أن مصير المتوفي في آخرته كان مرهونا بعملية الميزان التي يتم فيها وزن قلبه ، وألمح الصوينع أن اعتقاد المصريين القدماء في أنهم سوف يحاسبون في العالم الأخر علي جميع ما قدمته أيديهم انعكس علي سلوكهم وأخلاقهم في حياتهم الدنيا فضربوا اروع الأمثلة لمكارم الأخلاق والسلوك القويم وهو ما نجده متطابقا مع ما جاء في الكتب السماوية
كما أوضح الصوينع أن هناك بعض الخزعبلات والأكاذيب منتشرة عن المصريين القدماء ومنها الإعتقاد في “لعنة الفراعنة” والإعتقاد في أن المصريين القدماء كانوا يعرفون الزئبق الأحمر وكانوا يستخدمونه في تسخير الجن ، كما أوضح أن المصريين القدماء لم يكونوا يعرفون الطائرة والدبابة والطبق الطائر وان المنظر الموجود بمعبد الملك سيتي الأول بأبيدوس والذي يتوهم الجميع أنه يصور طائرة حربية ودبابة وطبق طائر وغواصة هو في الحقيقة لا يصور اي من هذه المفردات وإنما ذلك نتج عن تداخل النقوش البارزة التي نفذت في عهد الملك “سيتي الأول” مع النقوش الغائرة التي نفذت في عهد ابنه الملك “رمسيس الثاني” وكان قد غطي نقوش والده البارزة بطبقة من ملاط الحجري الجيري وقام بالنقش عليها ولكن مع مرور الزمن انسلخت هذه الطبقة فتداخلت النقوش البارزة مع النقوش الغائرة مما أسفر عن نقوش توهم من يراها أنها تمثل طائرة ودبابة وطبق طائر وغير ذلك من أشياء لم يكن يعرفها المصريين القدماء
واختتم الدكتور عماد الصوينع الندوة بالحديث عن اللغة المصرية القديمة وخطوطها الأربعة التي كتبت بها وهي الهيروغليفية والهيراطيقية والديموطيقية وأخيراً الخط القبطي ، وذكر أننا مازلنا في عصرنا هذا نستخدم في حديثنا العديد من مفردات اللغة المصرية القديمة وذكر العديد من هذه المفردات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *